لا تقل عن لغتي أم اللّغاتِ إنّها تبرأ من تلك البنات لغتي أكرمُ أمٍّ لم تلد لذويها العُرب غيرَ المكرمات ما رأت للضّاد عيني أثراً في لغاتِ الغربِ ذات الثّغثغات إنّ ربي خلق الضّادَ وقد خصّها بالحسنات الخالدات وعدا عادٍ من الغرب على أرضنا بالغزواتِ الموبقاتِ ملك البيتَ وأمسى ربَّه وطوى الرّزق وأودى بالحياة هاجم الضّاد فكانت معقلاً ثابتاً في وجهه كلَّ الثّباتِ معقلٌ ردَّ دواهيهِ فما باءَ إلا بالأماني الخائباتِ أيّها العُربُ حمى معقلكم ربّكم من شرّ تلك النّائبات إنّ يوماً تجرح الضّاد به هو واللَه لكم يومُ المماتِ أيّها العربُ إذا ضاقت بكم مدن الشّرق لهول العاديات فاحذروا أن تخسروا الضّاد ولو دحرجوكم معها في الفلوات فحسبُنـا مِنْ لِسانِ الضّـادِ أنّ لـه فيضاً من النّور أو نبعاً صَفا وجَـلا وأنّه اللّغة الفصحـى نمـت وزهـتْ تنزّلـتْ وبـلاغـاً بالهُـدى نـزلا وأنـّه ، ورسـول الله يُـبـلـغـه ضمَّ الـزّمان وضمَّ الآيَ وَالـرُّسـلا وأنـّه الكنـزُ لا تفنـى جـواهـرهُ يُغْنـي اللّيـاليَ مـا أغْنى بِهِ الأُوَلا يظـلُّ يُـطْلِـقُ مـن لأْلائِــهِ دُرراً عـلى الزّمان غنيَّ الجـودِ مُتّصـلا فعُـدْ إلى لغـةِ القـرآنِ صـافـيَةً تَجْلو لكَ الدَّربَ سهْلاً كانَ أو جبـلا تجلو صراطـاً سويّاً لا ترى عِوجـاً فيـه ولا فتنـةً تَـلْقـى ولا خَـللا تجـلو سبيـلاً تـراهُ واحـداً أبـداً وللمُضـلّين تْلقى عنـدهُمْ سُـبُـلا