لصبرُ أولى بوقارِ الفتى من قلقٍ يهتكُ سترَ الوقار فصبراً فليسَ الأجرُ إِلا لصابرٍ على الدّهرِ إِنّ الدّهرَ لم يخلُ من خَطْبِ يا نفسُ صَبْراً على ما قد مَنّيتِ به فالحرُّ يصبرُ عند الحادثِ الجَلَلِ إِذا لم تستطعْ للرّزءِ دَفْعاً فصبراً للرّزيةِ واحتسابا فما نالَ المنى في العيشِ إِلا غبيَّ القوم أو فَطِنٌ تغابى فالصبرً أجملُ ثوبٍ أنتَ لابسُه لنازلٍ والتّعزي أحسنُ السّننِ تعزَّ فإِن الصّبرَ بالحرِّ أجملُ وليس على رَيْبِ الزّمانِ معوَّلُ فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعاً لنازلةٍ أو كان يُغْني التذلُّلُ لكان التّعزي عند كُلِّ مصبيةٍ ونازلةٍ بالحرِّ أولى وأجمل فكيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامه وما لامرئٍ ممّا قضى اللّه مزحَلُ وحسبُ الفتى إِن لمْ ينلْ ما يريدُه مع الصّبرِ أن يُلفى مقيماً على الصّبر صَبْراً جميلاً على مانابَ من حَدَثٍ والصبرُ ينفعُ أحياناً إِذا صبروا الصّبرُ أفضلُ شيءٍ تستعينُ به على الزّمانِ إِذا ما مسَّكَ الضّررُ أرى الصّبر محموداً وعنه مذاهبُ فكيف إذا ما لم يكن عنهُ مذهبُ هناك يَحِقُ الصّبرُ والصّبرُ واجب وما كان منه كالضّرورة أوجبُ فشدَّ امرؤٌ بالصّبر كفّاً فإنّهُ له عِصمة ٌ أسبابُها لا تُقضَّبُ هو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ مكارِهُ دهرٍ ليس منهنّ مَهْربُ ما أحسن الصّبر فيما يحسن الجزع وأوجد اليأس ما قد أعدم الطّمع وللمنايا سهام غير طائشة وذو النّهى بجميل الصّبر مدرّع فإن خلت للأسى في شجوها سنن فطالما أحمدت في كظمها البدع وللفجائع أقدار وأفجعها للنّفس حيث ترى أظفارها تقع كأنّ للموت فينا ثأر محتكم فما بغير الكريم الحرّ يقتنع قد خبرت نفس إسماعيل في يده أن ليس عن حرمات المجد يرتدع فاحتسبوا آل اسماعيل ما احتسبت شمّ الرّبى من غمام الغيث ينقشع واحتسبوا آل إسماعيل ما احتسبت خيل الوغى من لواء الجيش ينصرع إِن تسأليني كيف أنتَ فإِنّني صَبُورٌ على رَيْبِ الزّمانِ صَعيبُ حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ وفوقَ تقديرِنا للّهِ تقديرُ.