في هذه البقاع القصيّة هذه البقاع المهجورة حتى من عواء الذئب أسرجُ ضوء الشّمعة وأسافر وغداً تسافر والأماني حولنا حيرى تذوب والشّوق في أعماقنا يدمي جوانحنا ويعصف بالقلوب لم يبقَ شيءٌ من ظلالك غير أطياف ابتسامة ظلّت على وجهي تواسيه وتدعو بالسّلامة لم يعرفوني في الظّلال التي تمتصّ لوني في جواز السّفر وكان جرحي عندهم مُعرّضاً لسائح يعشق جمع الصّور لم يعرفوني، آه، لا تتركي كفّي بلا شمس لأنّ الشّجر يعرفني تعرفني كلّ أغاني المطر لا تتركيني شاحباً كالقمر! كلّ العصافير التي لاحقت كفّي على باب المطار البعيد كلّ حقول القمح كلّ السّجون كلّ القبور البيض كلّ الحدود كلّ المناديل التي لوّحت كلّ العيون كانت معي، لكنّهم قد أسقطوها من جواز السّفر عار من الاسم من الانتماء؟ في تربة ربّيتها باليدين ؟ أيّوب صاح اليوم ملء السّماء: لا تجعلوني عبرة مرتين! يا سادتي، يا سادتي الأنبياء لا تسألوا الأشجار عن اسمها لا تسألوا الوديان عن أمّها من جبهتي ينشقّ سيف الضّياء و من يدي ينبع ماء النّهر كلّ قلوب النّاس جنسيّتي فلتُسقطوا عنّي جوار السّفر.