يحكي أن في يوم من الايام نادي الملك أحد حراسه وسأله : هل تؤمن بالحظ، فأجابه الحارس : نعم يا مولاي الملك اؤمن بالحظ، فضحك الملك في سخرية شديدة وهو يقول : أخشي أن لا تستطيع أن تثبت لي وجود شئ في هذا العالم يدعي الحظ، فقال الحارس في ثقة : إن كان الأمر يسرك يا مولاي، فيمكنني أن أثبت لك معني الحظ ووجوده، ثم همس الحارس ببعض الكلمات في أذن الملك ليشرح له خطته، فابتسم الملك في خبث وهو يقول : حسناً حسناً دعنا نجرب ذلك .
في هذه الليلة قام الحارس بتعليق حقيبة صغيرة في سقف إحدي غرف القصر، وكان لا أحد يعلم بأمر هذه الحقيبة أو بمحتوياتها إلا الملك والحارس فقط، ثم أدخل الحارس رجلان إلي الغرفة، وبمجرد أن أغلق الباب عليهما ذهب أحدهما واستلقي في ركن الغرفة وغرق في نوم عميق، بينما انتبه الشخص الآخر لوجود الحقيبة، فدفعة فضوله إلي معرفة محتواها، فأخذها وأدخل يده فيها فوجد فيها بعض حبات البازلاء، فقال في نفسه ” سوف آكلها علي أى حال من الأحوال علي الرغم من إنها عشاءاً رديئاً، وراح الرجل يلتهم حبات البازلاء واحدة تلو الاخري، وفي مرة أمسك بين أصابعه حجراً من الماس بدلاً من حبة البازلاء، ولكن الغرفة كانت شديدة الظلام فظنها الرجل مجرد أحجار لا قيمة لها جاءت وسط حبات البازلاء، فرماها إلي صاحبه النائم وهو يقول ساخراً ” ولأنك كسول فبإمكانك أن تأخذ هذه الأحجار ” .
في الصباح دخل الملك والحارس إلي الغرفة وعلما ما حصل فيها في تلك الليلة، فقال الظابط : ما رأيك يا جلالة الملك ؟ فقال الملك : حقاً تبدو حجتك قوية جداً، وربما استطعت اثبات وجود الحظ، لكنه نادر كخليط أحجار الماس وحبّات البازلاء هذه .. لذا فلا تعش معتمداً على وجود الحظ .