مؤخرا، طرحت الفنانة السورية "حلا العابد" مجموعتها الفنية لأزياء صيف 2016، لقتلة هذا العام، مستوحية مجموعة تصاميمها من الشخصيات التي تلطخت أياديها بالدم السوري وحياة الأبرياء.
تصاميم الأزياء التي قدمتها "حلا" غلب عليها لون الدم السوري الأحمر، في إشارة إلى الإجرام المتزايد الذي يقوم به يوميا كل من النظام وروسيا وميليشيا حزب الله وغيرهم. أما "الإكسسوارات" المرافقة للتصاميم فكانت مناسبة لطبيعة الشخصيات المجرمة، إذ كانت "الزينة" هي أدوات القتل التي بات يعرف السوريون كافة أنواعها.
الدم السوري وصمة عار على الإنسانية
"حلا العابد" 23 عاما، شابة سورية من مدينة حماة، تدرس في قسمي الإعلام وعلم النفس في قطر. تهدف من خلال مجموعة التصاميم "أزياء القتلة" إلى إبراز العنف المتزايد ضد المواطن السوري، كجزء من عدة مشاريع تقوم بها تسلط الضوء على الهموم الإنسانية والسياسية العربية.
في حديث خاص لأخبار الآن، تقول "حلا": ابتدأت العمل في مجال الرسم من خلال رسوم واقعية منذ أكثر من 17 عاما، وأعمل في مجال "التصميم" لمدة ثلاث سنوات تقريباً، أعمل في مجال صناعة الأفلام القصيرة والتصميم حاليا"، وتضيف "العابد": وكان لي أعمال نشرت سابقاً بما يخص الثورة السورية مثل ألبوم "ثورة الورود" و"ولادة الأجنحة" Birth Of Wings و"لأجلهم" وكان لحملة المعتقلين، ومؤخراً ألبوم “Reavel” وCrop.
في ظل ما تعيشه شاشات فضائيات الإعلام المحلي والرسمي من تأطير وتزييف للواقع وفي العالم الذي تقوم بتصويره "خارج الواقع" الذي يعيشه الكثيرون ظهرت أنواع عديدة من الفنون التي كسرت هذه الشاشات بعبارة مجازية.
تقول حلا: "ما أهدف إليه من خلال أعمالي هو الخروج عن حدود الصمت بالصورة". أما عن ألبوم CROP فقتول: حاولت أن أظهر أشكال الديكتاتوريين كما هم، بصورتهم الحقيقة على عكس ما يقوم الإعلام باقتصاصه من الصورة الكاملة، كان الهدف من هذه التصاميم هو الإشارة إلى الصورة التي يظهرها الإعلام مقارنة بالصورة الحقيقة التي يخفيها "بقص" هذه الصورة.
وتختتم "العابد": "أن يكون لتصاميمي صدى لدى شعوب عربية وغربية، وأن يتجسد وينعكس على أرض الواقع، أعتقد أن حلم أي فنان تتمثل في كون تصاميمه قد أسهمت ولو بجزء بسيط في تغيير الواقع لما تطمح له تصاميمه، سواء رسم الأمل بدل الألم أو إظهار وكشف الحقيقة".
"منير السمان" ناقد فني قال لأخبار الآن: "منذ بداية الثورة والشباب السوري ينبض بالنور من نجاح إلى آخر. ففي تجربة الشابة "حلا العابد" كانت بغاية الدقة في إضفاء الواقع على صور كانت الأصدق في تصوير القتلة في العالم. يستنفر العالم من الموت والدم، لكنه يظل واقعًا يعيش فيه السوريون، كل يوم من كل حدب وصوب يأتيهم الموت برًا وجوًا حتى لو فكروا في الهروب يظل الدمار اختبارًا واقعيًا يعيشونه في كل ثانية، لكن من داخل الصورة ليس كمن خارجها، ومن هو سوري يعيش الألم والموت من حوله ولأسرته ليس كمن يستنكر الدماء والدمار الواقع على الأرض".
رغم كل ذلك يظل الأمل جزءًا أساسيًا نابضًا في قلب كل سوري، لا يمكن أن يراه كل فرد، إلا أن حلا العابد كشفت عن جوهر الروح الممزوجة بالأمل والصبر داخل كل طفل ما زال يعيش وسط الدمار ويراه، لتخلقها في مجموعة واحدة تحت عنوان "ثورة الورود".
لم تتوقف حلا عند كونها دارسة علم النفس والأحياء، بل زادتهم بدراسة الإعلام والإذاعة والتليفزيون لتكون مخرجة وسيناريست ذات طابع خاص ووثائقي تبحث عن الخفي، وتحاول إبرازه للعالم، ويبقى لها حلم نابض تبحث عن تنفيذه بكل قوتها، كما تقول.